هو كتاب رائع جميل، لشاعر فارسي فحل: "سعد الشيرازي"؛ ولقد نبهني إليه صديق لي يتقن الفارسية ويستمتع بها؛ ويقول لي: "إنَّ مَن قرأ الشعر بالفارسية سُحر!". ومن نعمةٍ أني حمَّلت الكتاب من الأنترنت، وصعقتني الفاتحة المشحونة معنًى، وبهرني حسنُ الاستهلال المحمَّل حكمةً وحكمًا، قال لا فضَّ فوه: "المِنَّة لله عز وجلَّ، الذي طاعته توجب التقرب منه، وبشكره تزداد النعم. كلُّ نفَس واردٍ مَدَدٌ للحياة، وكلُّ نفَس صادرٍ راحةٌ للذَّات؛ إذن في كلِّ نفَس له عليكَ نعمتان، على كلِّ نعمة منهما شكر واجب".
فطاعة ربي وسؤالُه والحاجة إليه لا تزيدني ذُلاًّ، شأن غيره من المطلوبين الذي يتلذّذون بحاجة الناس، ويمنُّون ويستكثرون؛ حتى يجد السائل أنه صار مكبَّلا وسجينا للنعمة والمنعم؛ أمَّا الكريم المنان، فلا يزيده تذلّلي إليه إلاَّ حُباًّ لي ورعاية، ولا يزيدني سِوى تقربا منه ورفعة... سبحانه...
ثم ماذا؟
ثم إنَّ أنفاسي في ورودها هي "مددٌ للحياة"، وحين صدورها هي "راحة للذات"؛ ألا يجمُل بي أن أشكره كلَّ شهقة وكلَّ زفرة؟!
طبعا، الحمد لله، والشكر له وحده... ولا أملك الكلمات التي أشرح بها هذا المعنى العميق، فليتأمّله كلُّ عاقل، وليَقِسْه بنفْسه ونفَسه، ما دامت الفرصة مواتية، وفي العمر نَسيٌّ.