meryouma-ALG عضو مبتدأ
عدد الرسائل : 58 البلد : في قلب الجزائر تاريخ التسجيل : 15/04/2010
| موضوع: هيا إلى جنة الرضا الأربعاء 23 يونيو 2010 - 10:55 | |
| الحمد لله الذي يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع , ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار . يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار ، سبحانه كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به، غِنى كل فقير، وعزُّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف. من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه . والصلاة والسلام على النعمة المهداة , والرحمة المسداة , سيد الراضين عن الله وإمام الشاكرين الصابرين ؛ محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه . وبعد . . . ؛ فإن الرضا ثمرة من ثمار المحبة ، وهو من أعلى مقامات المقربين ، وحقيقته غامضة على الأكثرين ، وهو باب الله الأعظم ، ومستراح العارفين ، وجنة الدنيا ، فجدير بمن نصح نفسه أن تشتد رغبته فيه ، وأن لا يستبدل بغيره منه ، أن ترضى عن الله ، لا بلسانك ، ولكن بجنانك . والرضا هو رضا العبد عن الله : بأن لا يكره ما يجري به قضاؤه ، ورضا الله عن العبد أن يراه مؤتمراً بأمره منتهياً عن نهيه . ونعمة الرضا، ذلكم السلاح الفتّاك الذي يقضي بحدّه على الأغوال الهائلة التي ترعب النفسَ فتضرب أمانها واطمئنانَها بسلاح ضعف اليقين والإيمان؛ لأن من آمن عرف طريقَه، ومن عرف طريقه رضي به وسلكه أحسنَ مسلكٍ ليبلغَ ويصل، لا يبالي ما يعرض له؛ لأن بصرَه وفكره متعلقان بما هو أسمى وأنقى من هذه الحظوظ الدنيوية. والمسلم الحق هو من يسلم أموره كلها ويجعلها خالصة لله رب العالمين , حتى ترضى نفسه ويطمأن قلبه , قال تعالى : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام:162-164]. والمسلم الحق هو الذي يعجل إلى ربه ويفر إليه طالبا رضاه : " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) سورة طه. عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ. أخرجه التِّرْمِذِي (3389) . قال معروف الكرخي: قال لي بعض أصحاب داود الطائي: إياك أن تترك العمل، فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا مولاك، فقلت: وما ذلك العمل قال: دوام الطاعة لمولاك , وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم (وفيات الأعيان 5/232). فقلة الرضا سبب لتعاسة الإنسان في هذه الحياة , وسبب لهجوم الهموم والغموم عليه . سئل الحسن البصري: من أين أتِي هذا الخلق؟ قال: "من قِلَّة الرضا عن الله"، قيل له: ومن أين أتي قلّة الرضا عن الله؟ قال: "من قلّة المعرفة بالله". عن عبد الرحمن بن إبراهيم الفهري : عن أبيه قال : أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه : إذا أوتيت رزقا مني فلا تنظر إلى قلته ، ولكن انظر إلى من أهداه إليك ، وإذا نزلت بك بلية ، فلا تشكني إلى خلقي ، كما لا أشكوك إلى ملائكتي حين صعود مساوئك وفضائحك إلي (المنتخب من كتاب الزهد والرقائق , للخطيب البغدادي 1/108.). لما نزل بحذيفة بن اليمان الموت جزع جزعا شديدا فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي ولكني لا أدري على ما أقدم على الرضا أم على سخط ؟. ابن أبي الدنيا : المحتضرين 1/122.
قال ابن سعدان:
تقنَّع بما يكفيك والتمس الرِّضا * * * فإنَّك لا تدري أتصبح أم تمسي
فليس الغنى عن كثرة المال إنَّما * * * يكون الغنى والفقر من قبل الَّنفس
| |
|
Emy مشرفة التميز
عدد الرسائل : 6747 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : تمام الحمد لله البلد : ع الخريطة اكيد تاريخ التسجيل : 17/06/2009
| موضوع: رد: هيا إلى جنة الرضا الجمعة 2 يوليو 2010 - 7:49 | |
| ما لا يدركه الكثير من الناس للاسف هو ان الرضا هو مفتاح الاطمئنان النفسي اللهم ارضى عني وعن جميع المؤمنين بارك الله فيك اختي ع المشاركة المتميزة دمتي في رعاية الرحمن | |
|