وعلى عكس ما تم تداوله لحد الآن، علمت مصادر الشروق، بأن الخسارة أمام صربيا لم تكن هي السبب المباشر وراء الزوبعة الكبيرة التي أحدثها المدرب الوطني في التشكيلة الوطنية بالاستغناء عن ستة لاعبين - والعدد مرشح للارتفاع -. مصادرنا قالت أن الوجه الشاحب للفريق الذي خيّب ملايين الأنصار عجلت فقط في اتخاذ قرار التخلي عن بعض الأسماء واستبدالها بأخرى.
وأكدت مصادرنا الموثوقة، أن التغييرات التي أقدم عليها الناخب الوطني، بعد نهاية مباراة الخضر بصربيا، كانت مبرمجة منذ عدة أسابيع، وحتى الأسماء التي سيتم الإستغناء عنها والتي ستدعم المنتخب قبل المونديال تم تحضيرها بكيفية شبه نهائية، وما كان ينقص، حسب مصادرنا، إلا مناقشة بعض التفاصيل بين المدرب الوطني رابح سعدان ورئيس الفاف محمد روراوة، وهذه التفاصيل تتعلق فقط بضبط قائمة اللاعبين الجدد الذين سيتقمصون الألوان الوطنية لأول مرة، بالإضافة إلى أمور إدارية.
معاينة الأسماء الجديدة هي السبب
وأوضحت مصادرنا، بأن السبب الذي جعل رابح سعدان يتأخر في اتخاذ القرار والإعلان عنه، هي إصراره على أخذ صورة مباشرة عن العناصر الجديدة، وذلك من خلال تفضيله التريث إلى غاية القيام بعملية معاينة أخيرة لهؤلاء اللاعبين،رغم أنه كان يملك تقارير مفصلة عن إمكانات كل واحد منهم والمناصب التي يشغلونها. وهو ما قام به من خلال إرسال مندوبين لمعاينة اللاعبين إلى فرنسا، انجلترا وبلجيكا، حيث توجه مساعد المدرب زهير جلول إلى بريطانيا لمشاهدة قديورة، كبير إلى بلجيكا من أجل شاقوري ومدرب الحراس بلحاجي إلى فرنسا لمعاينة الحارس فابر.
كان قد تحدث عنهم في ندوته الصحفية
ولم تكن مسألة تدعيم المنتخب الوطني بالأمر السري على أحد، كما أن رابح سعدان لم يخف يوما نيته في تدعيم صفوف الفريق الوطني بلاعبين جدد، حيث عاود التأكيد على ذلك في كل مناسبة على ابقاء أبواب المنتخب الوطني مفتوحة للجميع، آخرها في الندوة الصحفية التي نشطها قبل مباراة صربيا رفقة رئيس الإتحادية محمد روراوة. رابح سعدان كان ذكر للصحفيين الحاضرين أنه بصدد معاينة بعض اللاعبين الجزائريين، وكشف بالمناسبة عن هذه الأسماء، حيث ذكر وسط ميدان نادي والفرهامبتون الانجليزي عدلان قديورة، محمد شاقوري لاعب شارل لوروا البلجيكي، وحارس كلارمون فيرون مايكل فابر. وحتى رئيس الفاف الذي كان بجانبه، أكد الأمر وتحدث عن بعضهم أيضا.
القوانين الجديدة للفيفا أحدثت ثورة
وحتى وإن عبرت بعض الأطراف عن إستغرابها ودهشتها من خرجة الناخب الوطني، خاصة قيامه بعملية التغيير في هذه الفترة، فإن العملية كانت مبرمجة ولم تتوقف أبدا، حيث أكدت مصادرنا أن مصادقة الفيفا على القانون الجديد خلال مؤتمر الباهاماس الذي يسمح للاعبين اللعب مع منتخبات بلدانهم الأصلية إذا لم يسبق لهم وشاركوا مع الأكابر، فتح الباب أمام التغيير الكبير الذي عرفه المنتخب الوطني.
وهذا على غرار ما تم فعله خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا، بالتحاق الثنائي حسان يبدة الذي لعب أول مباراة رسمية له مع الخضر في المباراة أمام رواندا بملعب شاكر بالبليدة، ومراد مغني الذي إكتشفه الجمهور الجزائري في المباراة الودية أمام منتخب الأورغواي في شهر أوت الماضي، ثم بعدهما جمال عبدون.
وبعد المونديال كلام آخر
ورغم الأسماء الجديدة التي من المنتظر أن تدعم التشكيلة الوطنية قبل انطلاق مونديال جنوب إفريقيا 2010، كشفت مصادرنا أن التغيير لن يتوقف عند هذا الحد، على أساس أن تركيبة الخضر ستعرف تغييرات اخرى بعد نهاية المنافسة العالمية. وفي هذا الصدد كان روراوة قد أكد أنه سيسعى لتدعيم المنتخب بالعناصر الشابة التي ستكون مستقبل الفريق الوطني، علما أن بعض الأسماء الحالية منتظر أن تضع حدا لمشوارها الدولي على غرار قائد المنتخب يزيد منصوري ورفيق صايفي.